في هذه المناسبة، نشيد بشكل خاص بالنساء السودانيات، اللاتي كنّ على الدوام في طليعة النضال والتحول. لم يشهدن التاريخ فحسب، بل صغنه، وقادن الحركات من أجل العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، على الرغم من القمع المنهجي والشدائد التي عانين منها.
يأتي اليوم العالمي للمرأة هذا العام في خضم أحد أحلك الفصول في تاريخ السودان. لقد أطلقت الحرب المستمرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع العنان لمعاناة إنسانية غير مسبوقة، وتحملت النساء السودانيات العبء الأثقل. لقد حدد النزوح والعنف والخسارة والحرمان واقعهن اليومي. أكثر من ٥٥٪ من السكان النازحين هم من النساء والفتيات، الذين أجبروا على الفرار من ديارهم والعيش في ظروف غير إنسانية، ويكافحون من أجل البقاء في غياب الأمن والرعاية الصحية والضروريات الأساسية.
تواجه النساء في السودان العنف الممنهج القائم على النوع الاجتماعي، حيث يتم استخدام الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي كأسلحة حرب. لقد فقدن أحباءهن ومنازلهن وفرصهن، ومع ذلك يواصلن النضال – ليس فقط من أجل بقائهن ولكن من أجل مستقبل تسود فيه العدالة والسلام والكرامة.
اليوم، نحيي القوة الثابتة التي تتمتع بها النساء السودانيات، اللاتي، على الرغم من الصعوبات التي لا يمكن تصورها، ما زلن على الخطوط الأمامية للدفاع عن السلام والعدالة. ونحن نعترف ونشيد بدور المنظمات النسائية السودانية، التي، على الرغم من التهديدات والمخاطر، تواصل عملها الحيوي لدعم الضحايا وتوثيق الفظائع والمطالبة بالمساءلة.
في هذا اليوم، ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية النساء السودانيات من جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وضمان العدالة للناجيات، ومحاسبة الجناة. ونؤكد مجدداً على مطالبنا بإنهاء الحرب فوراً وتحقيق سلام شامل وعادل وشامل يصون حقوق وكرامة جميع النساء السودانيات.
إلى كل امرأة سودانية:
أنت نبض السودان، وركيزة صموده، ومهندسات مستقبله. إن شجاعتك دليل على الروح التي لا تنكسر للشعب السوداني. واليوم، نقف معك، ونكرمك، ونعدك بأن تضحياتك لن تُنسى أبدًا.
كل عام وأنتِ بخير بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
نتمنى أن تلهم قوتك الأجيال القادمة، وأن تستمر أصواتك في تشكيل السودان المبني على العدالة والسلام والمساواة.