والحرب في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تقترب من عامها الثالث، ومن نتائجها خسارات لا تعوض في الأرواح وإصابات جسيمة طالت أجساد عشرات الآلاف، ونزوح داخلي ولجوء خارجي طال ما يقارب الثُلث من سكان السودان، وملايين من السكان على حافة المجاعة، وكثير من المآسي لا يسع المجال لحصرها، فقد آن الأوان لأن ينحى قادة القوات المسلحة وقادة الدعم السريع منحىً يجنب إزهاق مزيداً من الأرواح ويوقف تدمير مقدرات بلادهم البشرية والمادية. آن الأوان لأن تصمت البنادق ويعلو صوت الحكمة.
الشبكة السودانية لحقوق الإنسان في دعوتها هذه لا تغفل عن مبدأ عدم الإفلات من العقاب تجاه جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. الشبكة السودانية في دعوتها هذه تهدف إلى وقف استمرار تدمير مقدرات السودان البشرية والمادية وانتشال إنسانه من دوامة العنف والجوع والمرض، نستهدف اسكات صوت البندقية كمرحلة ضرورية في صنع السلام تليها مراحل حفظ السلام ومراحل بناء السلام بإنهاء مسببات الحروب بالغوص عميقاً لمعالجة جذورها.
الدعوة المُلِّحة للتفاوض في هذه المرحلة بهدف اسكات صوت البندقية في كل السودان تنطلق من إمكانية تحويل الأزمة والتحديات إلى فرصة لإعادة النظر والبحث عما يفيد مجتمعاتنا ويفتح أبواب المستقبل أمامها، فكل الحروب انتهت إلى طاولة التفاوض، وحتى الاستسلام الكامل يتم حوله تفاوض تخرج به كل الأطراف بأقل ما يمكن من خسائر. النظر والقرار في هذا الأمر يتطلب من قادة الطرفين قدراً كبيراً من الحكمة وبعد النظر والشجاعة، وقدراً أكبر من الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع وشعب السودان المتنوع. نطالب الأطراف بالارتقاء بالحس الإنساني والجلوس المباشر إلى طاولة التفاوض، وفي ذلك قفل الباب أمام التدخلات الخارجية تلك التي تسهم في توسيع النيران، وفي نفس الوقت نرحب بالجهود الدولية، تلك الحميدة، التي تعمل على خلق منبر تفاوضي واحد يؤدي إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وبناء جيش قومي موحد، وتكون تلك الأطراف الدولية هي ضمانة الاتفاق، كما تكون شريكة في إعادة الإعمار وبناء السلام في السودان.
كما تدعو الشبكة السودانية لحقوق الإنسان الكيانات السياسية السودانية وقادة المجتمعات المحلية والنساء والشباب لرفع أصواتهم المطالبة بالسلام وقبول الآخر ونبذ خطاب الكراهية الذي يثير النعرات ويؤجج الصراع.
Not logged in