إستمرار الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في جنوب كردفان والنيل الأزرق – PDF
السودان: إستمرار الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في جنوب كردفان والنيل الأزرق
تشعر الشبكة السودانية لحقوق الانسان بقلق عميق بشأن استمرار احتجاز وسجن الناشطين السياسيين في السودان. لقد أدى اندلاع نزاع مسلح جديد في النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك عمليات القتل غير القانونية خارج نطاق القضاء والتي يتم تنفيذها بواسطة القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها، بجانب ممارسات التعذيب والضرب والاعتقال التعسفي لمعارضي الحكومة المشتبه بهم واحتجازهم في ظروف قاسية في عزلة تامة عن العالم الخارجي.
أدى النزاع المسلح والقصف الجوي العشوائي إلى تدمير واسع النطاق للمنازل والممتلكات والذي بدوره أدى إلى نزوح جماعي لمئات الآلاف من المدنيين. كما أدت الحرب المشتعلة في المنطقتين إلى حظر نشاط الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال واعتقال أكثر من 600 شخص. معظم هذه الاعتقالات تم تنفيذها بواسطة جهاز الأمن و المخابرات الوطني، علاوةً على استمرار حكومة السودان في سياستها في عرقلة توصيل المساعدات الإنسانية ومضايقة و طرد الأفراد العاملين في منظمات العون الإنساني الدولية غير الحكومية.
بين أولئك الذين لا يزالون محتجزين و يعانون سوء المعاملة، بشرى قمر، الذي تم احتجازه على خلفية الصراع في جنوب كردفان. السيد بشرى قمر، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان من ولاية جنوب كردفان، تم اعتقاله بواسطة جهاز الأمن و المخابرات منذ 25 يونيو 2011. المادة 50 من قانون الأمن الوطني يسمح لعناصر جهاز الأمن المخابرات اعتقال واحتجاز الأشخاص لمدة تصل إلى 30 يوما من دون مراجعة قضائية. كما يمكن تمديد فترة الاحتجاز لمدة 15 يوما أخرى بموافقة مدير جهاز الأمن و المخابرات. و بموجب المادة 50، يمكن أن تحال القضية إلى مجلس الأمن القومي السوداني الذي يمكنه تمديد فترة الاعتقال لمدة ثلاثة أشهر إضافية. بالتالي يمكن لمجموع فترة الاحتجاز دون مراجعة قضائية أن تبلغ أربعة أشهر ونصف. قضى بشرى قمر ما يقارب الخمسة أشهر في السجن دون حكم قضائي.
و في ولاية النيل الأزرق تلقت الشبكة السودانية لحقوق الانسان تقارير موثوقة عن اعتقال عشرات من أعضاء الحركة الشعبية من قبل جهاز المخابرات. من بين هؤلاء المعتقلين الكاتب المعروف والشاعر عبد المنعم رحمة، الذي تم اعتقاله في الثاني من سبتمبر 2011 في الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، وذلك بعد يوم واحد من استئناف القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الجيش الشعبي- قطاع الشمال. عبدالمنعم رحمة كان قد ترأس منظمة “سودانا”، وهي منظمة تروج للأعمال الفنية والأدبية لمجموع المهمشين في السودان. كما كان عضوا في اتحاد الكتاب السودانيين خلال في ثمانينيات القرن الماضي، وأيضاً ترأس القسم العربي في شبكة السودان للخدمة الإذاعية في نيروبي بين 2003 و 2005، كما شارك في تأسيس صحيفة أجراس الحرية المعارضة. تعرض رحمة والمعتقلين الآخرين المحتجزين للتعذيب وسوء المعاملة وفقاً لتقارير من داخل أماكن إحتجازهم.
الشبكة السودانية لحقوق الانسان تطالب حكومة السودان والحركة الشعبية – قطاع الشمال، والجماعات المتمردة الاخرى إعلان وقف فوري لاطلاق النار وانهاء العمليات العدائية.
الشبكة السودانية لحقوق الانسان تحث حكومة السودان السماح لوكالات العون الإنساني بمواصلة عملها في تقديم الخدمات للكثير من ضحايا النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق دون إعاقة.
الشبكة السودانية لحقوق الانسان تحث حكومة السودان على أن توقف فورا جميع عمليات القصف الجوي في ولاية النيل الأزرق وجنوب كردفان.
الشبكة السودانية لحقوق الانسان تطالب السلطات السودانية التوقف فوراً عن استمرار اضطهاد أعضاء الحركة الشعبية – قطاع الشمال. جميع الأشخاص المحتجزين في جنوب كردفان والنيل الأزرق، يجب إما توجيه الاتهام فورا وتقديمهم إلى محاكمات عادلة أو الإفراج عنهم. و إذا كانوا لا يزالو رهن الاحتجاز، ينبغي أن تكون هناك ضمانات بأن تتم معاملتهم إنسانياً، وأن لديهم إمكانية الاتصال المنتظم بعائلاتهم و محاميهم، ويجدون العناية الطبية اللازمة.