الشبكة السودانية لحقوق الإنسان تدعو مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته طبقا لميثاق الأمم المتحدة واتخاذ جميع التدابير اللازمة فورا لتوفير الحماية للمدنيين من الابادة الجماعية والتطهير العرقي عبر اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك في ولايات غرب دارفور، وشمال دارفور، وجنوب دارفور، ووسط دارفور. ما يحدث في تلك الولايات الدارفورية الأربع وتفاقم الأوضاع فيها بامتداد رقعة الصراع المسلح واتخاذه منحىً عرقياً مع انتشار واسع للأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، هو تهديد للسلم الإقليمي والدولي ويشكل عدوان صارخ على الإنسانية. في حين حققت هُدنة يوم العاشر من يونيو نجاحاً في ولاية الخرطوم، إلاّ أن عدم الالتزام بكل الهدنات المعلنة في دارفور إنما يدل على أن القوات هناك خارجة عن سيطرة قياداتها المركزية تماماً.
التقارير الواردة من مدينة الجنينة حاضرة ولاية دارفور تصف الوضع بأنه “أسوأ مكان على سطح الأرض” حيث يستمر قتل المدنيين على الهوية في ظل انعدام تام للأمن أو أي مظهر من مظاهر وجود سلطة حكومية، بجانب انهيار كامل المنظومة الصحية في المدينة التي تنتشر فيها جثث الموتى حيث تم دفن بعضها في مقابر جماعية حين تخف حدة القتال، وكذلك تعيش المدينة حالة انقطاع للتيار الكهربائي وشبكة الاتصالات لعدة أسابيع.
في ولاية شمال دارفور، أعلن الوالي محلية كتم منطقة كوارث إنسانية ودعا المنظمات الإنسانية للتدخل العاجل. كما صرح مساعد معتمد اللاجئين في دارفور بأن هناك مقابر جماعية على طريق مدينة الجنينة وعشرات الجثث ما زالت في العراء. ما زالت مدينة زالنجي، حاضرة ولاية وسط دارفور، محاصرة تماماً من قبل قوات الدعم السريع وأنباء عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وأوضاع إنسانية توصف بأنها كارثية. أما الوضع في مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور فإنه لا يقل سوءاً، حيث نهبت الأسواق ودمرت البنى التحتية. وقد أشار منسق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دارفور في السودان، السيد توبي هاروارد، إلى أنه بسبب القتال الدائر ٩٠٫٠٠٠ شخص قد عبروا الحدود إلى تشاد، كما عبر أكثر من ٨٠٠٠ شخص الحدود إلى جمهورية أفريقيا الوسطى.
سرعة اشعال الحرائق واتساع دائرة الصراع المُسلح في دارفور وتفاقمه واتخاذه منحىً عرقياً في منطقة تداخل إثني مع عديد من دول الإقليم يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين تتطلب مجلس الأمن إصدار قرارات تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يستطيع بموجبها توفير الحماية للشعب السوداني في ولايات دارفور المنكوبة.